مرمورا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» قـــمــر 14
حصريا مقالات د/احمد خالد توفيق في جريدة الدستور (متجدد) Emptyالجمعة فبراير 13, 2009 11:48 am من طرف مش انا

» مين تتوقع بعدك!!
حصريا مقالات د/احمد خالد توفيق في جريدة الدستور (متجدد) Emptyالجمعة فبراير 13, 2009 11:42 am من طرف مش انا

» ارمي عضو من فوق الســـــطح
حصريا مقالات د/احمد خالد توفيق في جريدة الدستور (متجدد) Emptyالجمعة فبراير 13, 2009 11:33 am من طرف مش انا

» تسالى (الاسم دا يقربلك ايه؟)
حصريا مقالات د/احمد خالد توفيق في جريدة الدستور (متجدد) Emptyالجمعة فبراير 13, 2009 11:31 am من طرف مش انا

» انا عضو جديد ارجو الترحييييييييييييييييييييب
حصريا مقالات د/احمد خالد توفيق في جريدة الدستور (متجدد) Emptyالجمعة فبراير 13, 2009 11:13 am من طرف مش انا

» عايزين نرحب بمصطفى يا جماعة
حصريا مقالات د/احمد خالد توفيق في جريدة الدستور (متجدد) Emptyالجمعة فبراير 13, 2009 11:07 am من طرف مش انا

» كلمات هامة
حصريا مقالات د/احمد خالد توفيق في جريدة الدستور (متجدد) Emptyالجمعة فبراير 13, 2009 11:03 am من طرف مش انا

» هدية المنتدى الجميل دة
حصريا مقالات د/احمد خالد توفيق في جريدة الدستور (متجدد) Emptyالجمعة فبراير 13, 2009 10:49 am من طرف مش انا

» ازياء بناتى جمييييلة
حصريا مقالات د/احمد خالد توفيق في جريدة الدستور (متجدد) Emptyالجمعة فبراير 13, 2009 10:35 am من طرف مش انا

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
قم بحفض و مشاطرة الرابط مرمورا على موقع حفض الصفحات
التبادل الاعلاني

حصريا مقالات د/احمد خالد توفيق في جريدة الدستور (متجدد)

اذهب الى الأسفل

حصريا مقالات د/احمد خالد توفيق في جريدة الدستور (متجدد) Empty حصريا مقالات د/احمد خالد توفيق في جريدة الدستور (متجدد)

مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء سبتمبر 16, 2008 2:28 pm



مقالات المبدع د/احمد خالد توفيق الذي اتحفنا بابداعته
المقالات متجدده ان شاء الله والمقالات تصدر اسبوعيا كل يوم ثلاثاء في حريدة الدستور
و كل اسبوع هضيف مقاله جديده هنا ان شاء الله

ودلوقتي هنبدأ مع اول مقاله

سيكو: عندما يلقون بالمرضي في الشارع

سيارة أجرة تتوقف في شارع في لوس أنجلوس ويفتح سائقها الباب ليلقي بامرأة عجوز تلبس ثياب المستشفي الخفيفة علي الرصيف، ثم ينصحها بأن تعني بنفسها وينطلق بسيارته، ويهرع المارة؛ ليروا ما شأن هذه المرأة ليكتشفوا أنها لا تعي أي شيء تقريبًا وفي حالة ذهول تام. ويكتشفون أنها كانت مريضة في مستشفي قريب ثم نفد ما معها من مال فتخلص منها المستشفي بهذه الطريقة التي - علي حد وصف أحد الشهود - تحدث بشكل متكرر..

هذه الواقعة حدثت بالضبط في مصر منذ وقت قريب، وتدل علي أننا تلاميذ مخلصون للعولمة، لكنك تندهش فعلاً عندما تتذكر أنها وقعت في أمريكا، وتري تفاصيلها في مشهد مؤثر من فيلم «سيكو Sicko» الذي قدمه المخرج الأمريكي المشاغب مايكل مور عام 2007.

الفيلم درس لهؤلاء المنبهرين بالمجتمع الأمريكي والتجربة الأمريكية. الذين لا يكفون عن الكلام عن السوق الحرة والخصخصة، وأن المجتمعات نضجت بما يكفي كي تستغني عن «ماما» الحكومة.. يقولون: لقد شفينا من الأوهام، ولن نعود لعصر عبد الناصر الذي حقق للمصريين اشتراكية الفقر تارة واشتراكية الحقد تارة أخري. هذا الفيلم يلقن هؤلاء العباقرة درسًا قاسيًا.. إن المجتمع الأمريكي مجتمع يلتهم نفسه بالمعني الحرفي للكلمة، وبشهادة مخرج أمريكي يحب بلاده حقًا. لكن هذا لا يمنعه من أن يعلن في بداية الفيلم أن بلاده تقع في الموقع السابع والثلاثين في ترتيب الخدمات الصحية.. أي إنها تقع بعد كوستاريكا وقبل سلوفينيا!

في بداية الفيلم نري مشهدًا قاسيًا لرجل ليس لديه تأمين صحي.. هكذا يقوم بخياطة جرح بليغ في ساقه أمام الكاميرا مستعملاً إبرة الخياطة. هناك رجل آخر فقد إصبعين من يده .. خيَّره المستشفي بين أن يدفع 600 ألف دولار ويعيدوا له الإصبع الأصغر أو يدفع 12 ألفًا؛ كي يثبتوا له الإصبع الأوسط !.. فضَّل الرجل أن يثبت الإصبع الأوسط لأنه أرخص ولأنه إصبع الخاتم وهو رومانسي! يخبرنا الفيلم أن هناك خمسين مليون أمريكي بلا تأمين صحي، وأن 18 ألفًا سيموتون هذا العام بسبب عدم وجود أية رعاية صحية لهم. هناك عجوز علي أبواب الثمانين من عمره يعمل في جمع القمامة ولا يستطيع التوقف أو التقاعد، ببساطة؛ لأنه يتمتع بمظلة التأمين الصحي ما دام يعمل.

شركات التأمين الصحي العملاقة هناك أشبه بعصابات المافيا، وقد رشت كل أعضاء الكونجرس تقريبًا. وهذه الشركات لديها محققون مهمتهم أن يفتشوا تاريخك كأنك قاتل.. إذا احتجت لجراحة أو خدمة صحية ما، يبحثون عن خطأ ما في تاريخك المرضي.. خطأ يتيح لهم رفض الدفع.. هناك قائمة بملايين الأمراض التي لا يشملها التأمين الصحي.. هكذا يحصلون علي المليارات ولا ينفقون إلا ملاليم!

لقد بدأ هذا النظام المرعب في عهد نيكسون عام 1971، واستمر حتي جاء بيل كلينتون وزوجته النشيطة هيلاري التي صممت علي أن يصير حق العلاج مكفولاً للجميع.. يجب أن يكون العلاج مسئولية الدولة. وكأنها داست علي ذيل الشيطان ذاته هبَّ رجال شركات التأمين المنتفخون بالمال الحرام يصرخون: هذا يعيد تدخل الدولة في الصحة.. إنها تفتح الباب للطب الشيوعي!. الشيوعية! .. الويل!.. كل رجال الكونجرس يخطبون مطالبين بأن يبقي العلاج بعيدًا عن رقابة الدولة.. «فنحن نحب أمهاتنا مثل هؤلاء وأكثر». يقول مور ساخرًا: نعم .. لا شك في أنهم يحبون أمهاتهم، لكنهم لا يحبون أمهاتنا بالقدر ذاته!

هنا يريك المخرج مشهدًا فريدًا: أمريكان يعبرون الحدود إلي كندا لكي يظفروا بالرعاية الصحية !.. وتقول فتاة أمريكية شابة إنها أصيبت بسرطان عنق الرحم، لكن شركات التأمين الصحي الأمريكية رفضت علاجها؛ لأنها أصغر سنًا من أن تصاب بهذا السرطان!.. ويقول له أمريكي: هنا لا تساومك المستشفيات علي ثمن إعادة أصابعك المبتورة !. ثم نكتشف أن أمريكيين كثيرين يتزوجون كنديات؛ كي يتاح لهم الظفر بخدمات الرعاية الصحية الكندية.

يسافر مور إلي بريطانيا ليري نظام الرعاية الصحية هناك، ويسأل كل من يلقاه عن تكاليف العلاج، فيضحكون في سخرية، لأن كل شيء بالمجان هنا.. الحكومة تتحمل كل شيء، وهو نظام محكم بدأ عام 1948 . ويقول أحد المرضي: «نحن لسنا في أمريكا والحمد لله !". بل إن مور يكتشف وجود خزانة في مستشفي هامر سميث فيعتقد أنها المكان الذي يدفع فيه المرضي تكاليف العلاج.. يتضح له أن هذه الخزانة لا تتقاضي ولكن تدفع .. تدفع للمرضي تكاليف المواصلات لدي عودتهم لديارهم! ويخبره طبيب بريطاني إنه يتقاضي مكافأة إذا خفَّض عدد كبير من مرضاه ضغط دمهم أو مستوي الكولسترول لديهم! . لهذا يعيش البريطانيون ثلاثة أعوام أكثر من الأمريكان!

هل يعيش الطبيب البريطاني في زقاق ويركب المواصلات العامة؟.. بالعكس.. لديه شقة فاخرة مريحة وسيارة حديثة. يقول الطبيب لمور: «لو أردت أربع سيارات وقصرًا ومنتجعًا فلسوف تجد أن راتبك غير كاف.. لكن لو أردت حياة هادئة مريحة كهذه فراتبك يوفرها بالتأكيد»

هل هذه شيوعية؟... هل وجود خدمات مجانية تقدم للمواطنين بلا تمييز خيانة لمبادئ الرأسمالية؟ لماذا إذن لا تتقاضي الحكومة الأمريكية ثمن إطفاء الحرائق ولا ثمن المكتبات العامة ولا المدارس الابتدائية؟

يسافر مور إلي فرنسا؛ ليكتشف أن الأوضاع أفضل هناك ولدرجة تثير الغيظ.. يخبره مجموعة من الأمريكان أن الإجازات المرضية مفتوحة وإن إجازة الوضع ثلاثة أسابيع مدفوعة الأجر، والحكومة الفرنسية تتحمل إرسال فتاة تغسل للأم الثياب أو تساعدها في رعاية الوليد وربما تعد لها العشاء.

يعود مور المذهول إلي الولايات المتحدة وهو يتساءل: إذا كانت الولايات المتحدة تعامل فقراءها بهذا الشكل، فماذا تفعل مع أفضل مواطنيها؟.. ماذا عن رجال الإطفاء في نيويورك الذين كرمهم بوش وتشيني وسواهم دامعي الأعين متأثرين من أجل هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بأنفسهم من أجل ضحايا 11 سبتمبر؟.. نكتشف أنهم في أسوأ حال.. معظمهم يعاني تليفًا في الرئة أو أمراضًا تنفسية مزمنة، ومنهم من طاردته الكوابيس والأمراض النفسية من جراء العمل في المنطقة «صفر». هؤلاء لم يهتم بهم أحد ولم يعالجهم أحد.

وفي مظاهرة تمثيلية درامية كالتي يحب مور وضعها في أفلامه يأخذ هؤلاء المرضي إلي كوبا حيث معسكر جوانتانامو الذي تزعم الحكومة الأمريكية أنها تعني بالمساجين فيه علي أعلي مستوي. يحاول إقناع سلطات السجن بعلاج هؤلاء فلا يرد عليه أحد. هكذا يأخذ هؤلاء المرضي إلي مستشفي مجاني في كوبا ويرينا كيف أنهم عولجوا كأفضل ما يمكن مجانًا. حتي علي مستوي الدواء، تدخل مريضة صدرية إحدي الصيدليات الكوبية لتسأل عن ثمن بخاخة استنشاق ضرورية لها. تكتشف أن ثمنها يعادل بنسين «قرشين» بينما هي تدفع لها 120 دولارًا في الولايات المتحدة! . لا تجد ما تفعله سوي البكاء غير مصدقة..

الخلاصة: لا يدخر مايكل مور جهدًا في إقناعك أن الولايات المتحدة هي الجحيم بعينه. إنها قد تكون الجنة للأثرياء ذوي النفوذ، لكنها قاسية جدًا علي الفقراء والمستضعفين وغير القادرين علي الكسب. لكنه ينهي الفيلم بعبارة عميقة: «سر قوة أمريكا هو قدرتها المستمرة علي تصحيح أخطائها». هذا صحيح..لكن مصر لا تملك هذه القدرة ومستمرة بعناد في اتجاهها مهما تبين أنه خطأ.. لهذا يجب أن نتذكر «سيكو» جيدًا جدًا كلما تقلص دور الدولة في العلاج، وكلما مشينا معصوبي الأعين وراء العولمة معتقدين أنها الحل.

كلمة أخيرة: في كل مرة يبرهن الموت علي أنه رفيع الذوق يجيد انتقاء الفرسان النبلاء الحقيقيين؛ كي يلفهم بعباءته ويرحلوا معه، وها هو ذا فارس نبيل آخر قد رحل لتصير الحياة أكثر قسوة، لولا أنه ترك لنا الكثير مما لم نحسن قراءته وفهمه بعد. عبد الوهاب المسيري بابتسامته المتواضعة الشهيرة ونظرة العالم المترفع، وعبارته المتفائلة الدائمة: «إسرائيل تحمل في داخلها بذور فنائها»، قد صار رمزًا مهمًا يذكرنا بأن مصر ما زالت قادرة علي المخاض والإنجاب. يكفينا أن نري الحزن الحقيقي في عيون الشباب كي نعرف أن أمثال هذا الرجل لا يموتون أبدًا.


يتبع
Admin
Admin
Admin

انثى
عدد الرسائل : 575
العمر : 37
العمل/الترفيه : مفيش
المزاج : على الماشى
تاريخ التسجيل : 14/06/2008

https://riry.mam9.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حصريا مقالات د/احمد خالد توفيق في جريدة الدستور (متجدد) Empty رد: حصريا مقالات د/احمد خالد توفيق في جريدة الدستور (متجدد)

مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء سبتمبر 16, 2008 2:35 pm

مزيد من الألغاز في قضية الغاز!

الارتباط الشرطي البافلوفي يمارس دوره في الكتابة مثل أي شيء آخر. إن اللعاب يسيل والغدد الهضمية تبدأ في العمل لدي رؤية أو شم طعام شهي. وهذا الارتباط الشرطي يتكون بالتدريج لدي المرء كلما قرأ الحروف المكونة لاسم معين. لابد أن تقرأ المقال لو رأيت هذه الحروف حتي قبل أن يعي عقلك من تدل عليه.. تعتدل في جلستك وتصلح من وضع نظارتك علي عينيك ، كي تتابع جيدًا. مثلاً من المستحيل أن تتجاهل حروف اسم هيكل أو هويدي أو جلال أمين أو بلال فضل أو طارق الشناوي أو اسم واحد من الشباب اللامعين مثل محمد عبية وميشيل حنا.. الأسماء التي لم أذكرها هنا تعود لضيق المساحة وضعف الذاكرة ولا تعود لأنني أكره أصحابها كالجحيم لا سمح الله!

اسما «نبيل شرف الدين» و«خالد رمضان»من الأسماء التي تعلمت أن أقرأ ما كتب تحتها مهما كان وفي أي ظرف، لأنهما كاتبان يعرفان قيمة الحرف ويعرفان أن الكتابة عمل يختلف عن تسويد صفحة بيضاء قبل السفر للإجازة في بيانكي؛ لهذا توقفت طبعًا أمام المناظرة المكتوبة التي نشرت في عدد «الدستور» 173 صفحة 6 عن الغاز الطبيعي.

الأستاذ «نبيل شرف الدين» يري في مقاله أن هذه الضوضاء حول موضوع الغاز نوع من العصاب الجماعي يردده البعض كالببغاوات بلا فهم. الحربجية يدقون طبول داحس والغبراء، لأنهم من شعب عاطفي بامتياز، والقومجية والإخوانجية لن يتورعوا عن إرهاب أي رأي مخالف، بينما هم لم يدرسوا الأمر جيدًا ولا يعرفون أننا بهذا امتلكنا ورقة ضغط رهيبة علي إسرائيل. الشركات الإسرائيلية سوف تضغط في الكنيست ضد أي قرار يمس أمن مصر لأن هذا يهدد مصالحها في الغاز المصري. دعك من أن قيام إسرائيل بشراء كميات هائلة من الغاز تحسبًا لقيامها بحرب لن يمر دون أن تعرفه أجهزة الأمن المصرية. لابد من أن نكف عن الشعارات ونقبل حقيقة أن إسرائيل قوة إقليمية ودولية ويجب التصرف علي أساس المصالح لا العاطفة. بيع الغاز هو الطريقة الوحيدة لمواجهة تمدد النفوذ القطري «نسبة لقطر»التي تحاول أن تلعب دور «إسرائيل الخليج». أي محاولة لنقض اتفاقية الغاز سوف تعرضها إسرائيل علي مركز التحكيم الدولي وسوف يكون الحكم ضد مصر ويلزمها بدفع تعويضات ضخمة. هذا هو تقريبًا ملخص مقال الأستاذ «نبيل».

هذا المقال يحمل آراء صادمة طبعًا، وهو مقال شجاع بالتأكيد، لأنه يمس صميم معتقدات الجماهير.. أصعب شيء في العالم ليس أن تقف ضد الحاكم ولكن أن تقف ضد الجماهير بأن تقول ما يثير غيظها، ومواقع الإنترنت التي تتيح للقراء الرد علي كاتب المقال خير دليل علي ذلك.. مثلاً لو هاجمت المدرسين والمناهج الدراسية لظفرت برضا الناس، بينما لو أنصفت الحكومة نوعًا واتهمت الطلاب وأهاليهم بأنهم مسئولون عن ظاهرة الدروس الخصوصية لمزقوك شر ممزق. تكلم عن مؤامرة الغرب لهدم حضارتنا وديننا ولسوف يصفقون لك.. تكلم عن أننا سيئون جدًا وأننا أكبر عدو للإسلام ولسوف ينصبون لك المشانق. أذكر أن الشارع المصري كله كشَّر عن أنيابه وشمَّر عن ساعديه تأهبًا لصدور الحكم في قضية فتاة العتبة الشهيرة منذ أعوام.. والمتهم فيها كان محاسبًا هزيلاً مصابًا بشلل الأطفال، افترسته الصحافة تمامًا إلي درجة أن مجلة أسبوعية نشرت صورته علي غلافها من دون سروال. حولته الصحافة إلي وحش جنسي هائج يغتصب البنات في الميادين العامة، وهنا صدر حكم القاضي النزيه الشجاع ببراءة المتهم، لأن الأدلة غير كافية والقصة غير مقنعة، وكان هذا كافيًا لتفجير سخط الناس، لأنه قال بالضبط ما يخالف قناعاتهم وهو عمل أسطوري شبه ملحمي.. مقال الأستاذ نبيل شجاع ملحمي بالتأكيد وأقر له بهذا.. لكنني كذلك أختلف معه في كل حرف قاله !

الأستاذ نبيل قال رأيه وهو رأي محترم يصدر من شخص لم يعرف عنه النفاق أو تملق الحكومة.. رجل قال كلمته وانصرف، لكنه يطرح عدة مقولات يصعب قبولها، والمشكلة أن الكاتب يري أن هذا هو الحق الوحيد الذي لم يفهمه الدهماء وأن من لا يري رأيه ضيق الأفق قصير النظر عاطفي أكثر من اللازم. وبالتالي:

1- من يرفض تصدير الغاز لإسرائيل حربجي يدق طبول داحس والغبراء، ومتشنج.

2- المنطق البارد العقلاني يقول إنه لابد من تصدير الغاز لإسرائيل.

3- إسرائيل حقيقة إقليمية لابد من قبولها وإلا كنا من القومجية والإخوانجية..

4- التمدد الإقليمي القطري هو الخطر الحقيقي علي المنطقة حيث ستصير قطر هي إسرائيل الخليج !

5- باختصار غير مخل: الصفقة عمل عبقري يدل علي فهم مطلق لموازين القوي وحقائقها علي الأرض بالجغرافيا والتاريخ علي حد قول عمنا الكبير هيكل.

لو تابعت الفضائيات لسمعت طبول القومجية الغوغائية عالية حقًا، لكن هناك نوعًا آخر من الطبول يدق بلا توقف.. هناك دائمًا ذلك المتحدث المتجهم - بالطبع لا أقصد الأستاذ نبيل بحرف من هذا، لأنني أحترمه بشدة - الذي رسم سمات الثقافة والتحضر علي وجهه وقلب شفته السفلي وراح يردد: «ألن نكف عن العنتريات وترديد المعلقات؟.. متي نفيق؟.. متي؟». يقولها كلما تحدث أحد عن تبديد ثروتنا أو كرامتنا أو تاريخنا.. وهنا تتساءل أنت: إنهم في إسرائيل حريصون علي مصالحهم وأمنهم القومي بجشع وتأن يذكرانك بالصائغ اليهودي الذي يزن الذهب، فلماذا لا يلومهم أحد هناك علي هذه العنتريات والتمسك بالماضي؟.. إسرائيل كلها قامت علي فكرة الماضي... لكن الغاز فعلاً من صميم مصالحنا وأمننا القومي ومستقبل أولادنا، فهل الكلام عنه من العنتريات؟

كان رد الأستاذ «خالد رمضان»مقنعًا جدًا، لكني أضيف له أنني لا أتخيل أن هناك تخطيطًا بعيد المدي لمصالحنا، وإنما الأمر يتعلق بمصالح شخصية ضيقة وأنت تعرف كما أعرف يا أستاذ نبيل أن هذا ما حدث فعلاً.. لقد بيع الغاز بنفس منطق بيع صيدناوي أو هضبة الأهرام.. عمولات ومكافآت وأرصدة تتضخم، لكن لا تحدثني من فضلك عن الأنشوطة التي لففناها حول عنق إسرائيل لتضيق متي أردنا، ولا تحدثني عن خزانات تفكير تخطط للمدي البعيد، ولكن ما يحرك الأمور هو المقولة الشهيرة "أنا مليونير.. هذا هو ديني" أو - باللغة العامية: «خلليها تولع». ولو كان كل هذا مخططًا له بدقة كما تقول أنت، فلماذا راجعت الحكومة نفسها وراجعت السعر المهين الذي قبلت به تصدير الغاز؟.. الناس تراجع الأخطاء لا الخطط بعيدة المدي التي لا يفهمها الغوغائيون دعاة داحس والغبراء. وهل لو انتوت إسرائيل شن حرب علي مصر ستخرج للسوق العالمة باحثة عمن يبيع لها غازًا، فيسمعها رجالنا ويعرفون بنيتها في الحرب؟.. وهل تتوقع أن ينهض عضو في الكنيست ليصرخ: لن نحارب مصر.. إن غازنا يعتمد عليها !.. بصراحة الكلام غير مقنع.

أما ما يطالب به الغوغائيون والقوميون والإخوانجية فهو معرفة الحقائق ومحاسبة المسئول لو كان هناك خطأ ما.. لقد صحونا ذات يوم لنجد أن القرار حقيقة واقعة وحذر الأستاذ هويدي أكثر من مرة من هذه الكارثة، وهو ليس غوغائيًا ولا قومجيًا ولا إخوانجيًا كما تعرف، فمن حقنا أن نتساءل. لا أحد يدق طبول الحرب لكننا نحاول منع بيع السلعة التالية - لعلها الهواء أو الهرم أو الشمس أو قبور آبائنا - لإسرائيل قبل أن نعرف كيف ومتي ولماذا ومن.

يتبع
Admin
Admin
Admin

انثى
عدد الرسائل : 575
العمر : 37
العمل/الترفيه : مفيش
المزاج : على الماشى
تاريخ التسجيل : 14/06/2008

https://riry.mam9.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى